سورة الحجر - تفسير تفسير ابن جزي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الحجر)


        


{نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ (50) وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ (51) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ (52) قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (53) قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ (54) قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ (55) قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ (56)}
{نَبِّىءْ عِبَادِي} الآية: أعلمهم والآية آية ترجيه وتخويف {وَنَبِّئْهُمْ عَن ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ} ضيف هنا واقع على جماعة وهم الملائكة الذين جاؤوا إلى إبراهيم بالبشرى {وَجِلُونَ} أي خائفون، والوجل الخوف {لاَ تَوْجَلْ} أي لا تخف {إِنَّا نُبَشِّرُكَ بغلام عَلِيمٍ} هو إسحاق {قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي على أَن مَّسَّنِيَ الكبر} المعنى: أبشرتموني بالولد مع أنني قد كبر سني، وكان حينئذ ابن مائة سنة، وقيل: أكثر {فَبِمَ تُبَشِّرُونَ} قال ذلك على وجه التعجب من ولادته في كبره أو على وجه الاستبعاد، ولذلك قرئ تبشرون، بتشديد النون وكسرها على إدغام نون الجمع في نون الوقاية وبالكسر والتخفيف على حذف إحدى النونين، وبالفتح وهو نون الجمع {قَالُواْ بشرناك بالحق} أي باليقين الثابت فلا تستبعده ولا تشك فيه {وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضآلون} دليل على تحريم القنوط، وقرئ يقنط بفتح النون وكسرها وهما لغتان.


{قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (57) قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (58) إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ (59) إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ (60) فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ (61) قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (62) قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ (63) وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (64) فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ (65)}
{قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ} أي ما شأنكم وبأي شيء جئتم {إلى قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ} يعنون قوم لوط {إِلاَّ آلَ لُوطٍ} أن يكون استثناء من قوم لوط فيكون منقطعاً لوصف القوم بالإجرام، ولم يكن آل لوط مجرمين ويحتمل أن يكون استثناء من الضمير في المجرمين، فيكون متصلاً كأنه قال إلى قوم قد أجرموا كلهم إلا آل لوط فلم يجرموا {إِلاَّ امرأته} استثناء من آل لوط، فهو استثناء من استثناء. وقال الزمخشري: إنما هو استثناء من الضمير المجرور في قولهم لمنجوهم، وذلك هو الذي يقتضيه المعنى {قَدَّرْنَآ إِنَّهَا لَمِنَ الغابرين} الغابر يقال: بمعنى الباقي، وبمعنى الذاهب، وإنما أسند الملائكة فعل التقدير إلى أنفسهم، وهو لله وحده لما لهم من القرب والاختصاص بالله، لا سيما في هذه القضية، كما تقول خاصة الملك للملك: دبرنا كذا ويحتمل أن يكون حكاية عن الله {قَوْمٌ مُّنكَرُونَ} أي لا نعرفهم {قَالُواْ بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُواْ فِيهِ يَمْتَرُونَ} أي جئناك بالعذاب لقومك ومعنى يمترون يشكون فيه {واتبع أدبارهم} أي: كن خلفهم أي في ساقتهم حتى لا يبقى منهم أحد وليكونوا قدّامه، فلا يشتغل قلبه بهم لو كانوا وراءه لخوفه عليهم {وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ} تقدم في هود {وامضوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ} قيل: مصر وقيل: حيث هنا للزمان إذ لم يذكر مكاناً.


{وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ (67) قَالَ إِنَّ هَؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ (68) وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ (69) قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ (70)}
{وَقَضَيْنَآ إِلَيْهِ ذَلِكَ الأمر} هو من القضاء والقدر، وإنما تعدى بإلى لأنه ضمن معنى أوحينا وقيل: معناه أعلمناه بذلك الأمر {أَنَّ دَابِرَ هَؤُلآءِ مَقْطُوعٌ} هذا تفسير لذلك الأمر، ودابر القوم أصلهم، والإشارة إلى قوم لوط {مُّصْبِحِينَ} في الموضعين أي إذا أصبحوا ودخلوا في الصباح {وَجَآءَ أَهْلُ المدينة يَسْتَبْشِرُونَ} المدينة هي سدوم، واستبشار أهلها بالأضياف، طمعاً أن ينالوا منهم الفاحشة {قَالُواْ أَوَ لَمْ نَنْهَكَ عَنِ العالمين} كانوا قد نهوه أن يضيف أحداً.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8